سباق الأعيان يبدأ مبكرًا.. صراع خفي بين أحزاب الأغلبية لحسم مقاعد 2026 قبل أوانها

25 أغسطس 2025 - 10:18 ص

الصحراء بلوس-هيئة التحرير

بينما يستعد المغرب لدخول سنة سياسية حاسمة قبيل انتخابات 2026، تشهد الأقاليم حالة غليان صامت عنوانها الرئيسي “من يظفر بالأعيان أولًا؟”. فبعيدًا عن الأضواء، تتحرك الأحزاب السياسية، خاصة المكونة للأغلبية، في سباق مبكر لا يخلو من السرية لاستقطاب أسماء وازنة قادرة على قلب موازين الصناديق.

وحسب معطيات توصلت بها  الصحراء بلوس، فإن الأحزاب، وخاصة المنتمية للأغلبية الحكومية، دخلت في سباق استباقي غير معلن من أجل ضمان مرشحين ذوي ثقل انتخابي، من رؤساء جماعات حاليين وسابقين، وأعيان معروفين بوزنهم الاجتماعي والاقتصادي، بل وحتى وجوه شبابية فاعلة في المجتمع المدني.

مصادر محلية أكدت أن هذه العملية تجري عبر اجتماعات مغلقة واتصالات سرية، تُقدَّم فيها وعود بالتزكيات في دوائر انتخابية محددة، مقابل انتقال شخصيات نافذة من حزب إلى آخر. هذا المشهد يعكس بداية معركة سياسية شرسة تعتمد أكثر على “شبكات النفوذ” بدل البرامج أو الخطابات السياسية.

ويأتي هذا السباق المبكر في ظل إشارات قوية من وزارة الداخلية حول جدية التحضيرات، وهو ما دفع الأحزاب إلى تسريع وتيرة تحركاتها وعدم انتظار اللحظات الأخيرة، خاصة وأن انتخابات 2021 أحدثت تغييرات جذرية في الخريطة الحزبية، لا تزال ارتداداتها حاضرة بقوة.

في السياق نفسه، ينتظر أن تضع الأحزاب خلال هذا الأسبوع مقترحاتها المتعلقة بمدونة الانتخابات فوق طاولة وزارة الداخلية، قصد التوافق حول الصياغة النهائية للتعديلات التشريعية المرتبطة بالاستحقاقات المقبلة، وذلك تنفيذًا للتوجيهات الملكية التي شددت على ضرورة إخراج القوانين المنظمة قبل نهاية سنة 2025.

ويرى مراقبون أن الانتخابات التشريعية لسنة 2026 انطلقت فعليًا من الآن، وأنها لن تكون مجرد مواجهة حول البرامج أو الخطاب السياسي، بل معركة استراتيجية لبناء التحالفات وضمان الأعيان، ما يجعلها محطة فارقة في إعادة تشكيل الخريطة السياسية للبلاد.

ومهما حاولت الأحزاب إخفاء هذه التحركات خلف ستار “التشاور الداخلي”، فإن ما يجري على الأرض يكشف أن المعركة الحقيقية لانتخابات 2026 قد بدأت منذ الآن. هي معركة لا تُدار فقط في قاعات الاجتماعات ولا عبر المنصات الرسمية، بل في الكواليس والبيوت المغلقة، حيث تُرسم خرائط النفوذ وتُحسم الولاءات.

ويبقى السؤال المطروح: هل ستنجح هذه الاستقطابات في رسم خريطة سياسية جديدة، أم أنها مجرد إعادة تدوير للوجوه نفسها بلباس مختلف؟

مشاركة فيسبوك تويتر واتساب
تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .