الجزائر تعود للغة الاستفزاز.. تطالب باستفتاء في الصحراء والمغرب يرد بحزم

11 يونيو 2025 - 10:56 ص

الصحراء بلوس – بدر دين دحدوح

في خطاب أعاد إلى الأذهان المواقف المتصلبة للجزائر تجاه قضية الصحراء المغربية، جدد الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، السفير عمار بن جامع، مطالب بلاده بإجراء استفتاء لتقرير المصير في الأقاليم الجنوبية للمملكة، في خضم أشغال لجنة تصفية الاستعمار (اللجنة الرابعة) التابعة للأمم المتحدة، المنعقدة يوم الثلاثاء بنيويورك.

وفي كلمته الرسمية، قال بن جامع إن قضية الصحراء “تبقى مسألة تصفية استعمار” بين المغرب وجبهة البوليساريو، مؤكدًا أن الجزائر تدعو إلى “الاستئناف الفوري والجوهري” للمفاوضات المباشرة بين الطرفين، وهو المطلب الذي يتجاهل عمداً الواقع الجديد الذي كرّسه دعم دولي واسع لمقترح الحكم الذاتي المغربي، كحل نهائي للنزاع المفتعل.

ويأتي هذا التصريح في وقت تؤكد فيه المملكة المغربية، على أعلى المستويات، أن قضية الصحراء حُسمت سياسيًا وشعبيًا وتنمويًا، من خلال استثمارات ضخمة في الأقاليم الجنوبية، ومشاركة ساكنتها في الانتخابات المغربية، وتمثيلها الكامل في المؤسسات المنتخبة، المحلية والوطنية، والدبلوماسية كذلك.

مصادر دبلوماسية مغربية وصفت تدخل الجزائر بـ”التحريض السياسي البالي”، وأكدت أن المغرب يرفض أي تدخل خارجي في ملف يعتبره مسألة داخلية تمس بوحدته الترابية، مشيرة إلى أن استحضار مصطلحات من الماضي مثل “تصفية الاستعمار” لم يعد له مكان في السياق الإقليمي والدولي الراهن.

وتابعت المصادر أن الجزائر تُصرّ على لعب دور “الوسيط المتحيّز”، رغم أنها الطرف الرئيسي في هذا النزاع، من خلال دعمها العسكري والمالي والسياسي المفتوح للبوليساريو، وهو أمر تؤكده تقارير رسمية وأخرى صادرة عن منظمات دولية مستقلة.

ويُطرح تساؤل واسع حول توقيت التصريحات الجزائرية المتشنجة، والتي تأتي في سياق إقليمي متوتر، مع تزايد الاعترافات الدولية بسيادة المغرب على أقاليمه الصحراوية، واستمرار افتتاح القنصليات الأجنبية في مدينتي العيون والداخلة، باعتبارهما رمزين للسيادة المغربية على ترابه الوطني.

ويُرجّح متابعون أن الجزائر تحاول استباق أي تقدم قد تحققه جهود المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا، الذي يواصل مشاوراته لتقريب وجهات النظر، خاصة في ظل دعم مجلس الأمن المتواصل للمبادرة المغربية بالحكم الذاتي، باعتبارها “جادة وذات مصداقية”.

في وقت تسعى فيه الأمم المتحدة إلى الدفع نحو حل سياسي واقعي، تستمر الجزائر في تبني خطاب متجاوز لا يواكب التحولات الجيوسياسية الجارية في المنطقة، ويعكس في الوقت ذاته أزمة مقاربات داخل النظام الجزائري نفسه، الذي يستخدم ملف الصحراء كأداة للمناورة الخارجية ولتصدير أزماته الداخلية.

ويبقى موقف المغرب واضحًا: لا حل خارج سيادة المملكة على صحرائها، ولا رجوع إلى أطروحات فقدت أي جدوى سياسية أو دعم دولي

مشاركة فيسبوك تويتر واتساب
تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .