الصحراء بلوس/ فاطمة بونعاج
في مشهد سياسي لافت، أثار اللقاء الذي جمع مؤخرًا بين عائلة أهل الجماني ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار (الحمامة) ومنسقه الجهوي بالداخلة عاصفة من التحليلات والتوقعات بشأن ما قد تحمله المرحلة المقبلة من تحالفات سياسية في جهتي الداخلة والعيون، خاصة مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المنتظرة سنة 2026.
اللقاء الذي لم يُعلن عن تفاصيله بشكل رسمي، تم في أجواء وُصفت بـ”الودية والمفتوحة”، وحضره عدد من الوجوه البارزة في المشهد السياسي الجهوي، ما جعله محط أنظار المتتبعين الذين بدأوا في تفكيك رسائله السياسية وما قد ينجم عنه من اصطفافات جديدة، لاسيما في جهة الداخلة وادي الذهب، التي أصبحت تلعب أدوارًا محورية في معادلة الحكم المحلي وتوزيع النفوذ السياسي جنوب المملكة.
الجماني المعروف بقربه من قواعده الشعبية وقدرته على الحشد والتأثير، يظل رقماً صعباً في المعادلة الانتخابية بالداخلة. فالرجل الذي راكم تجربة واسعة في التدبير المحلي والبرلماني، يدرك جيداً أن المرحلة المقبلة تتطلب تحالفات استراتيجية تعزز من حضوره السياسي وتفتح له آفاقاً جديدة في مواقع القرار.
لقاؤه مع مسؤولي “الحمامة”، الحزب الذي يتصدر المشهد الحكومي ويراهن على تعزيز تموقعه بالجهات الجنوبية، يمكن قراءته كمؤشر على بداية رسم خارطة جديدة للتحالفات، تتجاوز الخطابات الحزبية التقليدية نحو شراكات تقوم على المصالح الجهوية والمشاريع التنموية المشتركة.
وما يزيد من سخونة المشهد، أن هذا التقارب يأتي في سياق تشهد فيه الساحة السياسية الجنوبية حركية غير مسبوقة، مع بدء عدد من الأحزاب في جس نبض التحالفات المستقبلية، استعداداً لما يتوقع أن تكون معركة انتخابية حامية الوطيس في 2026.
فهل نشهد بداية تحالف استراتيجي بين “الحمامة” والجماني قد يُعيد رسم الخريطة السياسية في الداخلة؟ وهل يمكن أن يمتد هذا التقارب إلى جهات أخرى ككلميم وطانطان والعيون، في إطار صفقة انتخابية جنوبية متكاملة؟
فالمعطيات المتوفرة حتى الآن توحي بأن اللقاء لم يكن عابراً، بل جاء ضمن تحركات محسوبة لقيادات سياسية تدرك أهمية استباق الزمن الانتخابي. كما أن الطرفين يملكان ما يكفي من الثقل السياسي والانتخابي لصياغة تحالف قد يربك حسابات المنافسين ويقلب موازين القوى، خاصة إذا ما أُرفق ببرامج تنموية واقعية تستجيب لطموحات ساكنة الجنوب.الشارع السياسي المحلي بدوره بدأ يترجم هذا اللقاء على شكل أسئلة وتكهنات، حول من سيلتحق بالركب، ومن سيُقصى، وما إذا كنا أمام بداية “الفرز الانتخابي المبكر” الذي سيحدد من سيكون داخل الخارطة ومن سيكون خارجها.
لقاء الداخلة بين الجماني وقيادات “الحمامة” ليس مجرد محطة عابرة، بل قد يكون نقطة تحول في دينامية التحالفات السياسية بالجنوب. فالمشهد يتجه نحو مزيد من الاصطفاف والتكتلات، في انتظار أن تكشف الأيام المقبلة عن الخطوات العملية لهذا التقارب، وعن الأطراف التي ستخوض غمار 2026 بصف موحد ورؤية واضحة.
فهل ينجح هذا التحالف في إعادة تشكيل المشهد؟ أم أن حسابات السياسة ستبعثر أوراقه قبل الأوان؟ الجواب، كما العادة، مؤجل إلى حين انطلاق المعركة الكبرى
مشاركة فيسبوك تويتر واتساب


تعليقات الزوار ( 0 )