حزب الأحرار يُشعل صراع الزعامة بالأقاليم الجنوبية: هل بدأ سباق كسر شوكة الاستقلال بجهة العيون ؟

5 مايو 2025 - 6:06 ص

الصحراء بلوس

في خطوة سياسية لافتة تحمل دلالات قوية، نظّم حزب التجمع الوطني للأحرار لقاءً جماهيرياً حاشداً بمدينة الداخلة، مباشرة بعده سيعقد لقاء مماثل بمدينة العيون، في إطار جولة حزبية تقودها قيادة الحزب بالأقاليم الجنوبية. هذا التحرك السريع والمكثف أثار تساؤلات عدة حول الخلفيات الحقيقية لهذه اللقاءات، ومدى ارتباطها بمحاولة الحزب كسر الهيمنة التقليدية لحزب الاستقلال في مدينة العيون، والداخلة التي تعدّ إحدى قلاعه الانتخابية التاريخية.

رهان الأحرار: حضور سياسي منظم أم استفزاز انتخابي؟

لقاء الأحرار بالداخلة لم يكن مجرد نشاط اعتيادي، بل حمل رسائل سياسية واضحة، خاصة من خلال الحضور الوازن لقيادات حزبية وبرلمانيين ومنسقين جهويين. فاختيار العيون كمحطة بعد الداخلة يشي بأن الحزب يسعى لإعادة رسم خريطة النفوذ السياسي في الصحراء، عبر تحركات مدروسة تستهدف قواعد انتخابية يُهيمن عليها تقليدياً حزب الاستقلال.

ففي مدينة العيون، ترتكز قوة الاستقلال على شبكة واسعة من العلاقات القبلية والوجوه السياسية ذات الامتدادات المحلية والجهوية، وهو ما يجعل أي تحرك في هذا المجال محفوفاً بالتحديات، لكنه أيضاً يمثل فرصة ذهبية لأي حزب يسعى لكسب موطئ قدم في المنطقة.

هل بدأ العد العكسي لهيمنة الاستقلال؟

لا يمكن إنكار أن حزب الاستقلال ظل لعقود القوة السياسية الأكثر رسوخاً في العيون، بفضل أسماء وازنة مثل حمدي ولد الرشيد الذي أصبح رمزاً للنفوذ الحزبي في الجنوب. لكن، ومع تصاعد دينامية الأحرار وطنياً، ومحاولاتهم التوسع في المناطق ذات الثقل الانتخابي، فإن الرسالة أصبحت واضحة: لا خطوط حمراء أمام الطموح الحزبي، حتى ولو تعلق الأمر بمعاقل “مغلقة” سياسياً.

اللقاء الذي سينظمه حزب الأحرار في العيون ليس مجرد محطة حزبية عادية، بل هو فصل جديد في صراع الزعامة السياسية بالأقاليم الجنوبية. ومع اقتراب الاستحقاقات المقبلة، يبدو أن الأحرار قرروا دخول المعركة مبكراً، في محاولة جريئة لإعادة تشكيل خارطة الولاءات. فهل ينجحون في ذلك؟ أم أن حصون الاستقلال ستثبت مرة أخرى أنها عصية على الاختراق

في الصحراء السياسة لا تُمارس فقط بالخطب والبرامج، بل تُخاض أيضاً بلغة الرموز والولاءات والرسائل غير المعلنة. وتحرك حزب الأحرار نحو العيون ليس مجرد جولة تنظيمية، بل هو إعلان صريح عن دخول لاعب جديد إلى ساحة الصراع السياسي في واحدة من أكثر المناطق حساسية. وإذا كان حزب الاستقلال قد بنى نفوذه على سنوات من الحضور والتجذر، فإن الأحرار اليوم يراهنون على السرعة والفعالية والجرأة في كسر المعادلات القديمة. وبين الثبات والتغيير، يبدو أن العيون مقبلة على معركة انتخابية عنوانها الأبرز: من يحكم الجنوب؟

مشاركة فيسبوك تويتر واتساب
تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .