المركز الاستشفائي الجامعي بالعيون يشارف على الاكتمال… صرح صحي–جامعي يرسم ملامح مستقبل الطب بالأقاليم الجنوبية

16 نوفمبر 2025 - 5:28 م

الصحراء بلوس-عادل عنور

شارف ورش بناء المركز الاستشفائي الجامعي بالعيون على نهايته، في خطوة تاريخية ستغيّر خريطة الرعاية الصحية والتكوين الطبي في الأقاليم الجنوبية. هذا المشروع الضخم، الذي تصل تكلفته إلى 1.3 مليار درهم، يُنجز في إطار نموذج التنمية الجديد للأقاليم الجنوبية الذي أطلقه الملك محمد السادس بمدينة العيون سنة 2015، ليكون أول مستشفى جامعي من نوعه في الصحراء المغربية.

ويقع المركز بالقرب من كلية الطب والصيدلة وطب الأسنان بحي 25 مارس، ما يجعله مهيكلاً منذ الأساس للعمل كمنظومة مندمجة تجمع بين التكوين والخدمات العلاجية. وقد أكد بلخير العسري، عن المكتب الإقليمي للوكالة الوطنية للتجهيزات العمومية، أن نسبة تقدم الأشغال بلغت 95%، مضيفاً أن المرحلة الحالية تشمل تركيب واختبار أحدث التجهيزات الطبية الحيوية التي تم جلبها إلى الموقع، استعداداً لانطلاق التشغيل الرسمي.

ويمتد المشروع على مساحة 18 هكتاراً بطاقة استيعابية تبلغ 500 سرير، مع هندسة حديثة تستجيب للمعايير الدولية في البنية التحتية الصحية. وقد أظهرت زيارة ميدانية أن الأشغال التكميلية على وشك الاكتمال، حيث انتهت عمليات الطلاء والأرضيات والتزجيج والتمديدات الكهربائية، بينما تعمل الفرق التقنية على دمج الأجهزة الطبية المتطورة التي ستمنح المستشفى قدرة عالية على التشخيص والعلاج.

ويتميز هذا المستشفى الجامعي باندماجه الكامل مع كلية الطب بالعيون، وهو نموذج فريد أكدت عميدة الكلية، الدكتورة فاطمة الزهراء العلوي، خصوصيته بقولها:

في العيون، وُلدت الجامعة والمستشفى الجامعي معاً ونموا معاً، مما خلق منظومة تعليمية وصحية متناسقة ومتكاملة منذ البداية، خلافاً لما هو معمول به في مدن أخرى”.

ومن المنتظر أن يُحدث هذا الصرح الطبي تحولاً كبيراً في حياة سكان الجهات الجنوبية الثلاث، إذ سيخفف عن المرضى عناء التنقل إلى مدن مثل الدار البيضاء ومراكش وأكادير بحثاً عن العلاج المتخصص. كما سيتيح تقديم خدمات صحية رفيعة المستوى في عدة تخصصات، من بينها الطب النووي، الذي يعتمد على تقنيات متطورة للتشخيص والعلاج بواسطة الإشعاع الطبي.

وسيُسهم المستشفى الجامعي بالعيون، بفضل تجهيزاته الحديثة وأطره الطبية والأكاديمية، في تعزيز قدرات التكوين والبحث العلمي، ودعم الجهود الرامية إلى تطوير قطاع الصحة بالأقاليم الجنوبية، ليصبح مركزاً مرجعياً يواكب طموحات المملكة في بناء منظومة صحية متقدمة وعادلة.

وبهذا المشروع الكبير تقترب العيون من احتضان أحد أهم المشاريع الصحية في تاريخها، مشروع سيعيد رسم مستقبل الرعاية الصحية والتعليم الطبي بالمنطقة، ويعزز التنمية الشاملة التي يعرفها الجنوب المغربي.

مشاركة فيسبوك تويتر واتساب
تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .