الصحراء بلوس-العيون
احتضن مقر ولاية جهة العيون الساقية الحمراء صباح اليوم الخميس 13 نونبر 2025 لقاء تشاوريا محوريا جمع مختلف الفاعلين المحليين والمؤسساتيين.
وترأس هذا اللقاء الهام عبد السلام بكرات والي جهة العيون الساقبة الحمراء وبحضور مكثف لأعضاء المجالس المنتخبة وشيوخ القبائل وفعاليات وازنة من المجتمع المدني ورجال أعمال ورؤساء المصالح الخارجية مما عكست على أجواء اللقاء تفاعلاً جاداً ومسؤولا تجسد في مداخلات متنوعة أكدت بالإجماع على الأهمية القصوى لإشراك كل مكونات الطيف المحلي في صياغة التصورات التنموية.
وفي كلمة بالمناسبة أكد الوالي بكرات أن هذا اللقاء الذي ينعقد بالعيون بمناسبة إطلاق المشاورات الموسعة حول إعداد برنامج التنمية الترابية المندمجة يندرج في سياق التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس الواردة في الخطابين الملكيين بمناسبة عيد العرش وافتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الخامسة من الولاية التشريعية الحادية عشرة إضافة إلى ما تم النص عليه في مشروع قانون المالية لسنة 2026 بخصوص إطلاق جيل جديد من المخططات التنموية الترابية المندمجة من أجل تحسين مستوى عيش المواطنين على مختلف الأصعدة والمجالات.
وأضاف الوالي بكرات أن هذه المبادرة تأتي بهدف تعزيز العدالة المجالية وضمان استفادة جميع المواطنين من ثمار التنمية وفق توجه جديد يرتكز على جعل المواطنين شركاء في إعداد هذه البرامج والتحول من التركيز على انشاء البنيات التحتية إلى التركيز على التنمية الإقليمية المتكاملة وتبني حكامة شاملة وشفافة.
وأضاف أن الجيل الجديد من البرنامج يهدف إلى تعزيز مكانة المجالات الترابية المحلية وخلق فرص العمل والثروة والمساواة في الحصول على الخدمات الأساسية (التعليم والصحة) والإدارة الاستباقية والمستدامة للموارد المائية إضافة إلى إيلاء الاهتمام الضروري لتثمين المناطق القروية والساحلية وتعزيز مكانة المراكز الناشئة باعتبارها محفزا للتنمية يربط بين المناطق القروية والمراكز الحضرية.
وتناول اللقاء محاور أساسية تتعلق بالتهيئة الترابية المندمجة والتشغيل وتدبير الموارد المائية إضافة إلى دور اللجان الجهوية والإقليمية والوزارية في تتبع مراحل إعداد وتنفيذ هذا المخطط، باعتباره مشروعا وطنيا يندرج ضمن رؤية شمولية موجهة من جميع المغاربة ولأجل جميع المغاربة.
وقد قدم الكاتب العام لعمالة إقليم العيون عرضا مفصلا شكل أرضية تأطيرية للمشاورات المقبلة استعرض من خلاله منهجية العمل المعتمدة والمرتكزة على محورين رئيسيين يتمثلان في التشخيص الترابي القائم على تحليل المؤشرات السوسيو-اقتصادية وبلورة التوجهات الاستراتيجية الكبرى الكفيلة بتحقيق تنمية مندمجة ومستدامة على صعيد الجهة.
وأجمع المتدخلون خلال هذا اللقاء على ضرورة اعتماد منهج تشاركي فعال يضم السلطات المحلية والمنتخبين والمجتمع المدني والمواطنين يهدف إلى إعداد مشاريع واقعية تلامس الحاجيات الحقيقية للساكنة وتنسجم في الوقت ذاته مع التحولات الوطنية الكبرى التي يشهدها المغرب في محاور التنمية المستدامة والرقمنة والتحديث الإداري.
كما أكد الحاضرون أن هذا الاجتماع التشاوري ليس سوى المحطة الأولى إذ من المقرر أن تنطلق سلسلة لقاءات أخرى بمشاركة مباشرة لساكنة المدينة هذه الخطوة الميدانية تهدف إلى إشراك المواطن بشكل مباشر في تحديد الأولويات المحلية وصياغة المشاريع التنموية المقبلة ليكون المواطن في قلب العملية التنموية كما نصت على ذلك الإرادة الملكية.
وعبّر الجميع عن روح المسؤولية والانخراط الإيجابي لإنجاح هذا الورش التنموي الطموح مؤكدين على أن نجاح المرحلة المقبلة يتطلب تعبئة جماعية وتنسيقاً وثيقاً بين مختلف المتدخلين.
والي الجهة في مداخلته التي اختتم بها أشغال هذا اللقاء أكد أن العمل الفعلي والمثمر سيكون داخل الورشات الموضوعاتية المرتقبة باعتبارها الفضاء الأمثل لتبادل الرؤى وصياغة المقترحات العملية القابلة للتنفيذ.
ودعا الوالي بكرات مختلف الفاعلين ولا سيما فعاليات المجتمع المدني إلى الانخراط الجاد في هذه الورشات كل في مجال اختصاصه وتدخله للمساهمة الفاعلة في بلورة تصور تنموي مشترك يعكس خصوصيات الجهة وتطلعات ساكنتها ويجسد روح المقاربة التشاركية التي تقوم عليها عملية إعداد مخطط التنمية الترابية المندمجة.
وستنطلق الورشات الموضوعاتية الخاصة بإعداد مخطط التنمية الترابية المندمجة ابتداءً من يوم الاثنين المقبل بمشاركة عدد من المؤسسات والهيئات الجهوية المعنية من بينها الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين والمندوبية الإقليمية للصحة والوكالة الحضرية والمركز الجهوي للاستثمار ومديرية الحوض المائي إضافة إلى قطاعي التعليم العالي والتكوين المهني وستتولى هذه المؤسسات مهمة دعوة الفاعلين المعنيين بكل ورشة على حدة من منتخبين ومهنيين وممثلي المجتمع المدني قصد تعميق النقاش حول الأولويات التنموية وتبادل الرؤى والمقترحات الكفيلة بضمان تنمية ترابية منسجمة ومستدامة تعكس تطلعات ساكنة جهة العيون الساقية الحمراء.
ويرتقب أن تتوج هذه اللقاءات بإعداد خطة تنموية محلية متكاملة ومنسجمة مع التوجهات الوطنية الكبرى تترجم على أرض الواقع تطلعات ساكنة العيون نحو مستقبل أفضل وتجسد فعليا الإرادة الملكية السامية.




سلام عليكم ورحمه الله