هل تقبل جبهة البوليساريو الحكم الذاتي؟ رؤية تحليلية لمواقفها وتصريحات قادتها

20 أبريل 2025 - 8:16 ص

الصحراء بلوس / سكينة الشويعر

لطالما شكّل موضوع الصحراء  أحد أعقد القضايا في شمال إفريقيا، حيث تتباين المواقف وتتقاطع المصالح الإقليمية والدولية. ومن أبرز النقاط المثارة حالياً هي مسألة “الحكم الذاتي” المقترح من طرف المملكة المغربية، والذي تعتبره الرباط حلاً واقعياً وذا مصداقية لإنهاء النزاع، مقابل تمسك جبهة البوليساريو بحق تقرير المصير وهدف الاستقلال الكامل.

في هذا السياق، أثارت تصريحات وزير الداخلية في “الجمهورية الصحراوية” – كما تسميها البوليساريو – نقاشاً واسعاً بعد أن أشار إلى أن “الحكم الذاتي خيار من بين عدة خيارات”، لكنه شدد في الوقت ذاته على أن “الاستقلال حق غير قابل للتصرف”. هذه التصريحات حملت في طياتها تلميحاً غير مباشر إلى وجود مرونة سياسية لدى الجبهة، أو على الأقل استعداداً لفتح باب النقاش حول المقترحات المطروحة، ومنها مبادرة الحكم الذاتي المغربية.

قراءة في الموقف الرسمي للبوليساريو

منذ تأسيسها، ظلّت جبهة البوليساريو متمسكة بمطلب تنظيم استفتاء لتقرير المصير، يشمل خيار الاستقلال. واعتبرت أي حلول أخرى، بما فيها الحكم الذاتي، “تفريطاً في حق الشعب الصحراوي”. غير أن التحولات الإقليمية والدولية، وتغير موازين القوى، جعلت الجبهة تواجه ضغوطات متزايدة لمراجعة استراتيجياتها.

الحكم الذاتي: قبول ضمني أم مناورة سياسية؟

تصريح وزير الداخلية قد يُقرأ على مستويين:

  1. قبول ضمني للنقاش: ما دام قد اعترف بأن الحكم الذاتي “خيار”، فهذا يفتح الباب أمام التفاوض، حتى إن كان ضمن خطاب يشدد على “الاستقلال”.

 

 

  1. مناورة سياسية: قد يكون الهدف من هذا التصريح هو إرسال رسائل مزدوجة، تطمئن القواعد الداخلية الرافضة لأي تسوية خارج الاستقلال، وفي الوقت نفسه تفتح نوافذ للتفاوض أمام المجتمع الدولي.

الضغوط الواقعية

الوضع الإقليمي المتغير، وتقليص الدعم الخارجي، وبروز دعوات دولية للحل السياسي الواقعي، كلها عوامل قد تجعل البوليساريو تميل تدريجياً إلى القبول بتسوية على قاعدة “لا غالب ولا مغلوب”، وهو ما تمثله مبادرة الحكم الذاتي في نظر كثير من المراقبين.

 

 

 

رغم أن البوليساريو لم تعلن  قبولها بالحكم الذاتي، فإن تصريحات بعض قيادييها تشير إلى وجود نقاش داخلي حول مختلف السيناريوهات الممكنة. ويبدو أن الجبهة، في ظل المعطيات الحالية، لم تعد تستبعد هذا الخيار بشكل قاطع، بل تُبقيه على الطاولة كأحد الحلول المطروحة، وإن كان ذلك من باب المناورة أو ضمن استراتيجية تفاوضية طويلة الأمد.

وعليه، فإن مسألة قبول جبهة البوليساريو بالحكم الذاتي تبقى مرهونة بتطورات ميدانية وسياسية إقليمية ودولية، لكن المؤكد أن خطابها بدأ يعرف قدراً من الليونة مقارنة بالمواقف السابقة

مشاركة فيسبوك تويتر واتساب
تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .