في أول تنقل دولي.. ما أهداف زيارة وزير الخارجية الجزائري لموريتانيا؟

26 أبريل 2023 - 11:40 م

شكلت موريتانيا الوجهة الأولى لوزير الخارجية الجزائري الجديد، أحمد عطاف، بعد تعيينه، بزيارة عمل لها، التقى خلالها عدة مسؤولين على رأسهم الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، في خطوة تعكس أبعادا سياسية واقتصادية.

 

 

واختتم وزير الخارجية الجزائري، مساء الثلاثاء، زيارته الرسمية للعاصمة الموريتاتية نواكشوط، بعد لقائه الرئيس الموريتاني، والوزير الأول محمد ولد بلال مسعود، وأجرى مباحثات مع نظيره الموريتاني محمد سالم ولد مرزوك.

ووقع المسؤول الديبلوماسي الجزائري مع نظيره الموريتاني مذكرة تفاهم حول المشاورات السياسية، تهدف إلى “تأسيس آلية مستدامة لتعزيز التنسيق السياسي” بين البلدين.

“تنسيق سياسي”

وتعليقا على هذه الزيارة، اعتبر المحلل السياسي، يحي ولد عبد الله، أنها تحمل عدة رسائل سياسية، وتشي بتوجه الجزائر نحو “زيادة زخم التنسيق السياسي مع موريتانيا خلال الفترة القادمة”.

وأشار عبد الله، في حديث مع “الصحراء بلوس”، أن “هذه الزيارة هي أول رحلة خارجية لرأس الديبلوماسية الجزائرية” ما يعكس “حجم اهتمام البلاد بتقوية علاقاتها مع موريتانيا وجعلها في أعلى مستوى ممكن”.

وأردف أن ذلك الاهتمام من الجزائر له “مبرراته” إذ أن “موريتانيا عضو مؤسس في منطقة الساحل، وذات “نفوذ” في بلدان أفريقية “على حدود الجزائر” ومن المؤكد أن تلك الملفات “كانت على رأس الأجندة بهاذه الزيارة”.

وغادر وزير الخارجية الجزائري متوجها إلى العاصمة المالية باماكو بعد اختتام زيارته لموريتانيا.

وأشار عبد الله، في ختام حديثه، إلى أن هذه الزيارة تأتي في سياق “تطور كبير” تشهده العلاقات الجزائرية-الموريتانية، منذ زيارة الرئيس محمد ولد الغزواني إلى الجزائر في ديسمبر 2021، ما سمح بـ”إطلاق مشاريع حيوية بالنسبة للبلدين”.

“بعد اقتصادي”

وبالتزامن مع إطلاق خطط لزيادة صادرات الجزائر من الإنتاج الصناعي المحلي، تركز البلاد منذ عام 2018 على بناء علاقة جدية وتعاون اقتصادي مع موريتانيا، باعتبارها بوابة لبلدان أفريقية كثيرة.

وفي هذا السياق، ذكر الخبير الاقتصادي، البناني اخليفة، أن من أبعاد زيارة الدبلوماسي الجزائري لموريتانيا “تسريع فتح بوابة لتسويق السلع والمنتوجات الجزائرية نحو الأسواق الإفريقية”، وذلك عبر مشروع الطريق البري بين تندوف الجزائرية والزويرات الموريتانية.

وكان وزير الخارجية الجزائري، أحمد عاطف، ذكر، في تصريحات لوسائل إعلام موريتانية، الثلاثاء، أن “كل الوسائل اللازمة تم توفيرها لإنجاح مشروع طريق الزويرات-تيندوف”.

ومنتصف سبتمبر الماضي، أكدت الجزائر “استعدادها التام” لإنجاز مشروع الطريق البري الرابط بين تندوف بالجزائر والزويرات بموريتانيا، والذي يبلغ طوله 773 كلم.

وسيسمح هذا المشروع الجديد للبلدين بزيادة زخم تبادلهما التجاري في ظل توقعات رسمية بتضاعف بحجم التجارة الثنائية التي تعدت 3 ملايين دولار خلال العام الماضي، بحسب أرقام صادرة عن وزارة التجارة الجزائرية.

ويرى اخليفة في حديث مع “الصحراء بلوس” أن موريتانيا من جانبها ستستفيد من “وفرة في السلع وانخفاض في الأسعار داخل مناطقها الحدودية مع الجزائر، كما ستتحصل على عائدات مهمة من رسوم عبور السلع”.

وذكر أن اكتمال الطريق الرابط بين المدينتين سيعطي بعدا آخر “مهما” لعلاقات البلدين إذ سيكون بمثابة “إحياء تجاري ومالي للمناطق الحدودية والقرى الصغيرة”.

وكان البلدان وقعا، منتصف سبتمبر الماضي، في العاصمة الموريتانية نواكشوط، 26 اتفاقية شملت عدة مجالات وذلك تتويجا لأعمال اللجنة المشتركة الكبرى للتعاون بين هذين البلدين المغاربيين.

 

مشاركة فيسبوك تويتر واتساب
تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .